![]() |
السرعة في القيادة احتقارا لأرواح البشر
نظرعمر الى عدادالسرعة في سيارته ليرى أنه يشير الى 80 كم تقريبا في الساعة ، في شارع السرعة القصوى فيه يجب الا تتعدى50 كم في الساعة . هذة هي رابع مرة يكشفه فيها المرور في غضون أشهر قليلة . ما هذا الحظ ! هدى السرعة وخرج عن المسار العام الى جانب الطريق وتابع بسرعة خفيفة الى أن توقف وهو ينظر في مرآة سيارته الى سيارة رجل المرور التي كانت تتابعه مسلطة انوارها عليه حتى توقف. توقفت سيارة المرور وخرج رجل المرور من سيارته وبيده دفتر يبدو انه دفتر المخالفات . اندهش عمر عندما رأى من هو رجل المرور . انه احمد! الجار الطيب ، من جماعة المسجد في الحي الذي يسكن فيه عمر . عمر يعرف ان احمد يعمل في المرور ولكن ما كان يتخيل ان يكون عرضة لأن يوقفه هذا الرجل الطيب ، ذو الدين والأخلاق الطيبة ، يمسكه متلبس بجريمة السرعة . كان عمر يتمنى ان يأخذ مخالفة من أي رجل مرور آخر ولا يراه احمد وهو مسرع . حظ سيء ، كان عمر متشوق الى البيت بعد عمل يوم طويل في المكتب . كان يتطلع الى غداء لذيذ مع اسرته ، ويفكر في يوم الغد ، حيث هناك مباراة سيلعبها مع زملاء له ، ولكن الآن نغص عليه الموقف هذا كل شيء. نزل من السيارة وأتجه ليقابل احمد الذي كان بدوره قد ترجل من سيارة المرور، كانت اول مرة يراه عمر في البدلة الرسمية . " اهلا احمد ، كم تمنيت الا نتقابل في مثل هذا الوضع " " مرحباعمر " رد احمد بدون ابتسامات ولا مجاملات . " أظنك كشفتني متلبسا بالجريمة ، للاسف كنت متلهف قليلا لأرى الابناء " " نعم ، هذا الذي يحصل " كان رد أحمد " للأسف فهذة الأيام لدينا اشغال كثيرة ويطول بنا الوقت في العمل ، وأظن اني تماديت في الظغط على بنزين السيارة هذي المرة ، ثم ، تعرف ، الزوجة شوقتني بأنها قد أعدت وجبة دسمة من مقبلات وسلطات وحلويات ، تعرف ما أقصد هههه ! " رد صالح " اعرف ما تعني ، ولكن أيضا لك عندنا في القسم سمعة ليست طيبة في القيادة المسرعة " خجل عمر، وعرف ان المجاملات والنكت لن تفيده ، وكلام احمد كان جدي . فبدأ يحاول المراوغة . سأل "كم ظبطت سرعتي يا احمد؟" "81 كم ، ولكن ممكن من فضلك ترجع الى سيارتك" رد احمد . " لا لا ، هل هذا صحيح ؟ كنت قد لمحت عدادي عندما كشفتني ، ما أظن انني تجاوزت 65 كم او حولها " هذة الكذبة تأتي سهلة دائما في كل مخالفة يأخذها عمر . " لو سمحت اركب سيارتك يا عمر " بتردد رجع عمر ودخل سيارته وأغلق الباب . مكث يحملق في عداد سيارته ويفكر ، بينما كان احمد يكتب شيئا على الدفتر الذي كان يحمله . استغرب عمر من أن احمد لم يسأله عن رخصة قيادة . ثم أخذ يفكر ، كيف له أن يقابل احمد مرة أخرى في المسجد بعد الآن . لم ينتبه عمر حتى سمع طرق احمد على نافذة سيارته ، أدار نظره ليرى احمد واقفا ومعه ورقة قد كتب عليها وطواها . ارخى احمد زجاج السيارة قليلا ليتمكن احمد من ادخال الورقة . رجع احمد الى سيارته وكان عمر يراقبه في المرآة حتى ركب السيارة . فتح الورقة عمر وكان يفكر كم ستكلفه هذة المخالفة . " ما هذا ..هل هذة نكتة ام ماذا .. هذة ليست مخالفة " رأى عمر ورقة بسيطة ، ليست النموذج المعروف للمخالفات ، فقط ورقة عادية مكتوب عليها بضعة أسطر . بدأ عمر يقرأ : " عزيزي عمر ، كان لدي قبل أشهر قليلة بنت جميلة . كان عمرها ست سنوات عندما قتلت بواسطة سيارة . نعم ، كما توقعت ، بواسطة رجل مسرع آخر مثلك . نعم ، قدر الله وما شاء فعل والحمد لله . أمضى ذلك الرجل بضعة أشهر في السجن ، ثم خرج حرا طليقا . خرج حرا الى بيته ، ليحتضن بناته الى صدره ، كان لديه ثلاث منهن . انا لم يكن لدي الا واحدة ، وسوف انتظر الى ان القاها في الجنة ان شاء الله لأحضنها مرة أخرى . حاولت اسامحه الف مرة ، نعم ،كنت أتردد ، الف مرة ، يمكن انني سامحته ، ما ادري ! أريدك أن تدعو لي أن أتغلب على حزني وأن استطيع أن اسامحه . واريدك أن تكون على حذر وتفكر في ارواح البشر وتعطيها كرامة وحرمة ، وتحدث نفسك ، ربما لن تكون انت دائما المتسبب و قد تكون أنت او احد افراد أسرتك الضحية . ابني الوحيد الذي أملكه الآن ، أيضا هو يفتقد أخته دائما ، ويتمنى لو انها لا تزال تشاركه لعبه وافراحه . ما ذا عساكم أنتم المتهورون أن تفعلوا لنا نحن الخاسرين بعد انتهاء القضية ، لا شيء ، تعودون الى ذويكم ونحن نعود بدونهم . اليس كان الأولى ترك السرعة وانقاذ أنفس بدلا من اتلافها . أرجو المعذرة ، ولكني اشفق عليك وأخاف على الآخرين ، أتمنى للجميع السلامة . أخوك احمد " أغلق عمر الورقة وقد ابتلت عيناه بالدمع وألتفت الى الوراء ليشاهد احمد يدخل بسيارته الى الطريق ويغادر ويختفي. بعد دقائق أخرى ، قاد عمر سيارته واتجه ببطء الى أن وصل بيته . دخل بيته يدعوا الله أن يساعده على نفسه ، اتجه الى افراد اسرته ، يحضن زوجته وأولاده شاكرا الله انه لا يزال في مقدوره فعل ذلك ! Eagle |
موضوع في غايه الاهميه
القياده فن وذوق وأخلاق لكن مع الأسف بعض الشباب يعتبرها مغامره فيخاطر بروحه وأرواح البشر ,, وكأنه في سباق إما الحياة أو الموت !!! تسلم الايادي Eagle ع القصه الهادفه بانتظار جديدكـ... |
الساعة الآن 04:28 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.4, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
F.T.G.Y 3.0 BY: D-sAb.NeT © 2011
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010